سأحمل روحي على راحتي *** وألقي بها في مهاوي الردى فإمّا حياة تسرّ الصديق *** وإمّا مماتٌ يغيظ العدى ونفسُ الشريف لها غايتان *** ورود المنايا ونيلُ المنى وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن *** مخوف الجناب حرام الحمى إذا قلتُ أصغى لي العالمون *** ودوّى مقالي بين الورى لعمرك إنّي أرى مصرعي *** ولكن أغذّ إليه الخطى أرى مصرعي دون حقّي السليب *** ودون بلادي هو المبتغى يلذّ لأذني سماع الصليل *** ويبهجُ نفسي مسيل الدما وجسمٌ تجدل في الصحصحان *** تناوشُهُ جارحاتُ الفلا فمنه نصيبٌ لأسد السماء *** ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى كسا دمه الأرض بالأرجوان *** وأثقل بالعطر ريح الصّبا وعفّر منه بهيّ الجبين *** ولكن عُفاراً يزيد البها وبان على شفتيه ابتسامٌ *** معانيه هزءٌ بهذي الدّنا ونام ليحلم َ حلم الخلود *** ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى لعمرك هذا مماتُ الرجال *** ومن رام موتاً شريفاً فذا فكيف اصطباري لكيد الحقود *** وكيف احتمالي لسوم الأذى أخوفاً وعندي تهونُ الحياة *** وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا بقلبي سأرمي وجوه العداة *** فقلبي حديدٌ وناري لظى وأحمي حياضي بحدّ الحسام *** فيعلم قومي أنّي الفتى