الأقنعة
****
منذ البدء عشقت ملامحك الملمساء الطفلية
وعرفت طريقى للخفقات الليلية ورسمت
ملامحك فى كل عيون أعرفها فعشقتك
ضوءا منتشرا أو عطرا عبقا وعشقتك جذوة
إيمان فى قلب نى وعشقتك ساعات خشوع
فى صومعة خلوية ومشيت أبشر فى الأسواق
وفى الحانات وفى الأديرة المعمورة والمهجورة
أعلن أن سؤالا فى عينيك يبحث عن رد يمنحه
الدفء دثارا أو يعطيه سماحة كل عيون النساك
لكنك أرخيت ستارا فوق ملامحك الأولى فإذا
ماجئت اليوم بوجهك مستورا فبأى جواب سيكون
سؤالك مردودا زهق الباطل إذ كشفت عينيك براءة ا
لحظات الأمس فإذا كل الأمس هباء وبراءة نظرتك
الوالهة فخاخ الأعداء وإذا بى فى السوق وفى الأديرة
وفى الحانات منبوذ عن جميع العشاق ينتهكون اللحظات
الحلوة فى عمرى الأول إذ كنت كملك يملك كى لا يحكم
فإذا بى لا أملك إلا قبضة ريح واليوم أعود من الميدان
جريحا منتصرا أحمل فوق جبينى راية أيامى الأولى
وأضمد فى صدرى جرحا وأدارى فى عينى الألما
وسؤال يترى فى شفتى كيف أعود وتذكاراتى سلبت
منى اعلن أنى منتصر والألم الحافر فوق جبينك أخدودا
أعرفه منذ البدء وليدا يحبو فى عينيك نحسبه طفلا أو
قسمات نبى فإذا كل الأقنعة خزف تتكسر يبدو منها
الزيف يحفظها أعدانا فى المتحف أسلابا ورماد تحف .