ماذا ؟
أَهوَ الصبحُ الحلمُ
وأنا مُنحَدِرٌ ومعي مهدي(1)
من خلفَ الأقسام
إلى المَطعَم
(إخدمْ نفسَكَ في نفسِكَ )
حولي حسناواتُ السبعينياتِ
يلقنَّ العاشقَ
حُبَّ الأرضِ البغداديَّة
هناكَ على الطاولةِ
سلامٌ وأمانٌ
وقلوبٌ تحضنُها الألفةُ
وعيونٌ تقرأُ فيها
بتواترِ أقواسِ الأهداب  
أناشيدَ سعادة
هناكَ على الطاولةِ الأخرى
كفٌّ تحكي بطراوتِها
عنماً تتشهاهُ شفاهُ العاشق
حينَ تُقبِّلُ بأصابعها   (شرحَ ابنِ عقيل )
كيفَ لنا أنْ نَنْسى أو نَتناسى
جَنّاتٍ سَلَبَ الزمنُ منّا
رَوْنقَها والبهجة فيها   ؟
فأنا الآن ومهدي متجهان
إلى مكتبة قسم اللغة العربية
يَسبُقُنا الدكتور المحسن(2)
وعلى جنبي يافعة   تشرد أحيانا
وتجاملني في بسمة عين
تخطف قلبي
تسألني : أين أجد كتاب الكامل
لابن يزيد
انهض مفتونا وأرافقها كي أتنفس
عبقا بغداديا من طيات جدائلها
وأعود ......
تتجلى لي في قامتها الحنطية كل حكايا
ألف ليلة وليلة
ويضحك مهدي
يقولُ :   أخي دَعْكَ من الغزلِ
المجنونِ دعنا نُكمِلُ واجِبنا
وأبحثْ عمّا كُلِّفتَ بهِ
أقولُ لهُ : حَيَّرني هذا الشاعرُ
لايتقنُ إلا ذكرَ عيوب الناس
وَقَرعِ طبولِ الحربِ بأرضِ العربان
دعني أسرحُ في ذكرِ جمالٍ لن نلقاهُ
بقادمِ أيامٍ
مَنْ يدري ماذا سنُواجهُ ؟
اللحظاتُ الشعريةُ تدفعُني
كي تَتَسلَّقَ أعماقُ حروفي
أقدامَ المعشوقةِ
تجري .....حتى تمسك
بِتلابيبِ حزامِ الخصرِ
تتَوغَّلُ صورُها
في الأردانِ تباركُ كلَّ مَجازٍ
بعبيرٍ تتنفَّسُه فوق الأزرار
يدورُ علينا المُحسِنُ بوقارِه
ويفتَرُّ ربيعُ النظراتِ علينا
في ألوانِ القمصانِ المزهوَّةِ
بالأخضرِ   والأصفرِ   والورديِّ
الفاتحِ تَلتَمُّ على أكمامِ
توشكُ أنْ تَتَشَقَّقَ عنها رَبّاطاتُ
الكأسِ
تَتَربَّصَ في مهدي
إمّا يَتَلفَّتُ أو يَتَبسَّمُ
سيلُ سهامٍ من ألحاظٍ فتياتِ الصف
ولكنْ يَغضضُ عنهنَّ البصرُ حياءً
وكأنْ لم يرَ شيئا يُذكرُ

د. محفوظ فرج
4 / 3 / 2021م
20 / رجب / 1442هـ

1- الاستاذ مهدي صالح طعمة من محافظة ميسان وهو من أعز أصدقائي
2- الأستاذ الدكتور محسن جمال الدين ( 1918-1988م ) ولد في محافظة ميسان ودرس الدكتوراه مختصا في الأدب الاندلسي باسبانيا جامعة برشلونة وقد درسَّنا (المكتبة )