رجوت ابن موسى أن يكون هو القطبا تدور به الإخوان تتبعه حبا
عنيت أبا العباس لم أعن غيره وإن كان كل منهم سيدا ندبا
على أنه الملحوظ للسر في العلا تشير له الأيدي بوفق ذوي القربى
لئن كان في الصحراء مسقط رأسه وفيها سقاه الشيخ من فيضه قعبا
فإن له في الغرب غاية سؤله ومبدأه منه, فأكرم به غربا
سقاك أبو العباس طفلا مدامة جعلت لذاك الشرب إذ سقته عذبا
فعدت أبا العباس منه بنهلة جذبت بها قبل السلوك لها جذبا
وصحت لنا فيك الفراسة في الصبا زمان كرام الحي كانوا لنا عجبا
تجانب ما لا ينبغي لك فعله وتترك ماقد يوجب اللوم والعتبا
وكان أبوك الخير غيثا لمحلنا يصب علينا الفضل من كفه صبا
وكنت به من فضله وبروره ومن ورده في جانبي مدنفا صبا
أقام على نهج الأيمة عصرها ولم يخش مغناه اعتداء ولا حزبا
ومذ كان حيا ما تروع حيه ولا عرف السكان خوفا ولا رجا
وأنت أدام الله عزك أمنه تقيه إذا رامت عداه له حربا
وجناء مارية وجنته التي تعود إلى نحر الطغاة به عضبا
أقامك ربي للمعالي إمامها تلوح بها بدرا وتسكنها قضبا
فبالعلم والدين المتين وبالندى يسود الذي لم يركب الكبر والعجبا
فما للسوى إن كنت تبغي إرادة فقم واغتنم وصلا وزد للعلا قربا
فأنت –ولامين- المقدم في الورى إذا طلعت شمس الضحى نفت الشهبا
فشمر إذن عن ساعد الجد للتقى ومد اليد السمحاء تتبعها الركبا
عليك مدى الأيام ألف تحية شذاها إذا هبت صبا نجدكم لبى