هب النسيم معطر الأردان   والدوح ترفل في حلى الألوان
والروض يضحك من بكاء غمامة   حنت لإلف عندما لقيان
والماء من تلك الأباطح والربا   ينساب كالنضناض في الجريان
والزهر فوق زبرجد من سندس   نشوان يرقص, والطيور غواني
والورق حيت بالأمان وبشرت   بالسعد والإقبال والرضوان
غنت ورنت بالقريض وجعت   ببلاغة الترصيع والأرصان
والغصن أملود يميس به الصبا   سقيا لذاك الروض والأغصان
رق الفؤاد لشجوها وحنينها   وأصاخ ضرب مثالث ومثاني
لاتعجبوا من عاشق حلف الضنا   فالحال يعرب عن ضمير الشان
أصبو إلى لبنى وأهوى وصلها   إن الصبابة والهوى ديداني
جسمي سقيم, ذو وبال هاله   نار الغرام وفرقة الخلان
وأبيت من شجوي ووجدي هائما   والنوم نافر ساحة الأجفان
متوسدا شوك القتاد ومبطنا   جمر الغضا, أشكو جوى الهجران
متململا في مضجعي ومساعدا   ورقا ترجع في فروع البان
حنت لإلف بالحمى لم تلفه   وكذلك التكلى على الولدان
طال الجفا, هل راحم لصبابتي   ما لي على طول الجفاء يدان
كيف الوصال لمستهام شيق   بالمنحنى, والحب في لبنان
أفبعد بعد يرتجي نيل المنى   صب كئيب بالصبابة فاني
فلطالما ضنت بطيف خيالها   ودعت فؤادي لواعج الأشجان
يا سائق الأظعان عج تحو الحمى   واحمل تحية مدنف هيمان
ألمم بروضة أحمد شيخ الورى   شمس المعاني العارف الرباني
نجل ابن ناصر الإمام المرتضى   الماهر الأتقى رفيع الشان
الله أرشده وأعلى حزبه   وأدام نصرته مدى الأزمان
وأجاج كارهه وأحمى داره   وسما به شمسا على كيوان
وأقامه للدين عضبا باترا   ومهندا ذكرا أعز يماني
وأنار مظلم عصرنا من جهله   ومحا رسوم الظلم والعصيان
وأزاح كل ضلالة لما انتضى   وأعز دين المصطفى العدناني
صلى عليه مسلما رب الورى   ما حن مشتاق إلى الأوطان
فخرا بني ناصر بأحمد من غدا   تاج الولاية, حضرة الرحمان
فخرا ببدر فائق ومهلل   ناهيك من شمس بكل   أوان
فخرا ببحر سيبه عم الورى   ينبوع علم ممطر هتان
بشرى بحصن مانع يوم الردى   ولمن تقلد سره النوراني
يا صارم الإسلام, يابحر الندى   يا ذخرنا يا كعبة الإحسان
يا حائزا كل الكمال وروضة   سقيت بوبل نواله الهتان
اكرم به أصلا وفرعا ماجدا   ذو همة تسمو على القمران
ورث الفضائل والمكارم والعلا   سيف العناية فارس الميدان
فيه نصول على الزمان إذا طغى   ونروم نكب عدونا الميان
رب ارحمني بجاهه لاتقصني   واعطف على عبد اسير عاني
وانظر لحالي, واجبر الكسر الذي   أعيا الأطبة من قديم زمان
واسق الضريح شآبيب الرحمى وجد   بالعفو والمأوى بخير جنان
قدس بفضلك سره واجمع به   شملي, ومن بغنية وأمان
متوسلا بحمد وبحزبه   وبصحبه والسادة الأعيان
وعليه من رب الورى صلواته   ما فاح عرف الورد والريحان
والآل والأصحاب والأزواج ما   هب النسيم وماس بالأغصان