1 لعـمـركُ مـا قـولُ القـريـض بهيِّن عـليـك ولو كـنـتَ الأديـب المـوحَّدا
2 ولو كـنـتَ سـحـبانا وقُساً خطابةً فـمـا كـلُّ مَـن نـال الخـطابةَ انشدا
3 إذا شئتَ أن يعلو قريضُك بينهم وتُـعـرف بـالقـول البـديـع وتُـقـصَدا
4 فَـقُـلْ قـولَ غـريـطٍ أديـب زمـانـهِ وإلا فَــدعْ مـا ليـس عـشَّكـ واقـعُـدا
5 فـغـريـطُ قـد نال المعاليَ كلها وأوْلاه مــولاه البــلاغــةَ مُـفْـردا
6 تـربِّعـ فـي عـرش القريض فأصبحتْ يــراعــتُ تُــبْــديــه دُرّ اً مــنَــضَّدــا
7 وأصــبــح كــلُّ مِـنْ رواة قـريـضـه وأصـبـح فـي وسْـط الجـمـاعـة مُـسنَدا
8 إذا مـا شـذا يوما بسحر بيانه تَـخـالُك مـن بـنـت الكـروم مُـعـربدا
9 فــللّه مــن شــعـرٍ تـضـوّعَ مـسـكُـه فـأصـبـح نـفـحُ الطـيـب عَـرْفَه حاسدا
10 ولله مــن ســحْـر حـلالٍ تـنـوعـتْـ مــحــاســنُــه دُرّا ومــاسـاً وعـسـجـدا
11 ولله مــن حَــبْــرٍ تَــنـبَّأـ شـعـرُه فــأصـبـحـت الآيـاتُ تـبـدو شـواهـدا
12 فـصـدقـتُـه فـيـمـا ادَّعـاه وإنني لقــد كـنـتُ للجُـعـفـيِّ قـبـلُ مُـفـنِّدـا
13 وإن كـان مّـمـا قـلتُه لك ريبةٌ تَـعـوّذْ مـن الشـيـطـان واتْـلُ مـغرِّدا
14 تـجـدْ لؤلؤا رطـبـا تناسقَ سبكُه فـقـامـتْ مـعـانـيـه مَـسـوداً وسـائدا
15 أيا محيِيَ العلياء بعد مماتها ويا منقذَ الآداب إذ جاءها الرَّدى
16 لقد صيّرتْ فكرَ اللّبيب بلاغةٌ ظـهـرتَ بـهـا بـيـن البَرِيّة خامدا
17 سِـواي فـإن الشعرَ طوعُ إرادتي لكـونـيَ في أمداحك الدّهر مُنشدا
18 تـعـلَّمْ بأني أقصر المدحَ فيكمُ صغيراً وشيخاً في اثّغاري وأدرَدا
19 فجُدْ لي بما جادت قريحتُكمْ به فـقـد بـتُّ مـشـغـوفا بشِعرك مُذْبدا
20 وهـبْـنـي مـن قـامـوس دُرِّك نقطةً تـكـون الىوادي الجـواهـر مَحتِدا
21 فـإنـى أرى والحـقُّ أعـدل شاهدٍ مـقـالَك مـحـمـوداً وشـعـرَك أحـمدا